الاثنين، 20 يوليو 2015

#وكلاء_داعش ،،،!

#وكلاء_داعش ،،،!

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،

لا شك أن اللقيط "داعش" تبحث لها عن مستند شرعي ، إما من كتاب الله ، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو من أقوال علماء الإسلام ، ولذا تلجأ هذه المؤسسة الإرهابية إلى تبرير أعمالها بآيات القرآن ، وأحيانا بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحيانا بكلام العلماء الربانيين الذين لهم مكانة في الأمة الإسلامية كشيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله .

ونحن حين نرفض هذه المنظمة الإرهابية فإننا لا نرفض القرآن والحديث الذي تعلقت به داعش، وكذا لا نرفض الاجتهادات المصيبة لعلمائنا كابن تيمية رحمه الله.

لكن البعض يريد أن يكرس في المجتمع ما تريد داعش أن تنشره وتبثه.

فهم وكلاء داعش فيما تريده من الدعاية والإعلام في الصد عن دين الإسلام وأصوله وقواعده .

ونتيجة لأعمال وكلاء داعش الإعلاميين ظهر لنا من يرفض الإسلام دينا ، ويقول : الإسلام كله إرهاب وقتل وعنف وإجرام!!

وبعضهم يقبل الإسلام دينا ، لكنه يرفض نصوص القرآن ويردها ، ويأخذ بعضها ويترك بعضها، لأن داعش تبرر أفعالها بنصوص القرآن!!

وبعضهم يقبل الإسلام والقرآن ، لكنه يرفض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويشكك فيها بأنواع التشكيك، لأن داعش تبرر أعمالها بنصوص الحديث!!

وبعضهم يقبل القرآن والحديث ، ثم يرفض اجتهادات العلماء الراسخين الربانيين، بحجة أن داعش فهمت منها ما يبرر أفعالها !!!

وليس العيب في شيء مما سبق ، لا في القرآن ، ولا في السنة ، ولا في اجتهادات ابن تيمية ، ولكن العيب في فهم القرآن ، والعيب في فهم الحديث ، وكذلك العيب في فهم كلام ابن تيمية .

قال الله تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ)
[سورة يونس 39]

وفي هذه الأيام ينشر البعض قصاصة من كتاب ابن تيمية رحمه الله مفادها أن الولد يجوز له أن يقتل والده المشرك، وأن هذا النص هو ما يحتج به داعش...

وأقول: إن داعش لم تحتج بهذا ، وليست هي بحاجة للبحث عن هذا، فجرائمها أعظم من أن يبررها أي من النصوص.

لكنكم بنشر مثل هذه القصاصات تنشرون ما تعجز داعش عن نشره ، وتستغلون المنابر الإعلامية لنشر ما تبحث داعش عن نشره ، ولو كان بطريقة مغلوطة ومفبركة أيضا.

أما كلام ابن تيمية رحمه الله فواضح وبيِّن ولا ينكره أي عقل ، فالمقصود بكلام ابن تيمية رحمه الله العدو المحارب ، فإذا كان الأب عدوا ، ومحاربا للدولة ، واعتدى على الدولة ، واشترك مع أعداء الإسلام في محاربة الدولة المسلمة .

فإن الولاء للدين والولاء للدولة والوطن يقتضي أن يقاتل الولد والده ، هذا هو مقتضى العقل ، وهذا هو مقتضى الدين، والوطنية ...

أرأيت يا من ينشر هذه القصاصة أن الوالد لو كان إرهابيا محاربا ومن تنظيم داعش ، ويريد تفجير المسلمين ، والولد لا يستطيع إيقافه عن هذا الإجرام إلا بالقتل أليس واجبا قتل هذا الداعشي المجرم، ولو كان والدك !!

إن الولاء للدين ، والولاء للوطن يقتضي قتل هذا المجرم ولو كان والدا.

بل إن ترك هذا الوالد وعدم إيقافه يعتبر خيانة لله ، وخيانة لرسوله ، ثم خيانة للوطن ورئيس الدولة .

وهذا هو معنى كلام ابن تيمية وكلام غيره من العلماء أيضا، فليس ابن تيمية هو من تفرد بهذا ، وهذا إنما يفهمه من يعرف كلام العلماء ويفهم مقاصدهم .

 أما داعش ووكلاؤها فلا يعرفون مراد العلماء ومقاصدهم ، ولذلك يحتجون بأي كلمة أوعبارة من دون فهم لمراد العلماء ومن دون فهم لمقاصد الإسلام .

والنصوص الواردة في القرآن والسنة وأقوال العلماء كثيرة في الإحسان للوالدين عموما وإن كانا مشركين ، وكلام ابن تيمية رحمه الله في هذا الباب كثير مبثوث في كتبه ورسائله.

فابن تيمية من أعظم الناس حماية للدماء وصيانة للحقوق، ومن أعظم الناس ردا على شبه داعش ووكلائها ، ولذلك تحاول داعش ووكلاؤها تشويه ابن تيمية دائما بشتى أنواع التهم ، والسِّرُّ وراء ذلك أنه رحمه الله من أعظم من أصل الأصول التي تسقط الأعمال الإجرامية والإرهابية ، ودعا إلى ما دعت إليه الشريعة من حماية الأنفس والأموال والأعراض .. رحمه الله رحمة واسعة

 هذا إذا سلم النص المطبوع من التحريف أو التصحيف ، والله أعلم .

وكتبه: أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحمادي

هناك 3 تعليقات:

  1. بارك الله فيك يا شيخ محمد ونفع بك، مقالة موفقة وضعت النقاط على الحروف

    ردحذف
  2. بارك الله فيك يا شيخ محمد ونفع بك، مقالة موفقة وضعت النقاط على الحروف

    ردحذف
  3. جزاك الله خيرًا، وقد ذكر شيخ الإسلام في كتاب الحسبة (ص:60) ما نصه: "أَمَّا الِاحْتِسَابُ بِالتَّعْنِيفِ وَالضَّرْبِ وَالْإِرْهَاقِ إلَى تَرْكِ الْبَاطِلِ , فَإِنَّ الْغَزَالِيَّ يَتَّفِقُ مَعَ غَيْرِهِ فِي الْمَنْعِ مِنْهُ حَيْثُ قَالَ: إنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَرَدَ عَامًّا , وَأَمَّا النَّهْيُ عَنْ إيذَاءِ الْأَبَوَيْنِ فَقَدْ وَرَدَ خَاصًّا فِي حَقِّهِمَا مِمَّا يُوجِبُ اسْتِثْنَاءَهُمَا مِنْ ذَلِكَ الْعُمُومِ , إذْ لَا خِلَافَ فِي أَنَّ الْجَلَّادَ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَقْتُلَ أَبَاهُ فِي الزِّنَى حَدًّا , وَلَا لَهُ أَنْ يُبَاشِرَ إقَامَةَ الْحَدِّ عَلَيْهِ , بَلْ لَا يُبَاشِرُ قَتْلَ أَبِيهِ الْكَافِرِ".
    فأنظر إلى قوله: "بل لا يباشر قتل أبيه الكافر"

    ردحذف